قالت المندوبية السامية للتخطيط إن أغلب العاطلين في المغرب يعتمدون على الأقارب والأصدقاء في بحثهم عن شغل، ولا يلجؤون بشكل كبير إلى المؤسسات المختصة في الوساطة من أجل التشغيل.
وذكرت المندوبية، وهي مؤسسة عمومية تعنى بالإحصاء، أن أكثر من ثلثي العاطلين (64.9 في المائة) يعتمدون في بحثهم عن شغل على الأقارب، وعلى الأصدقاء بنسبة تصل إلى 31.4 في المائة.
وتفيد أرقام جديدة للمؤسسة بأن 18.2 في المائة من العاطلين فقط يلجؤون في البحث عن شغل إلى المباريات والرد على الإعلانات. وترتفع هذه النسبة لدى النساء أكثر من الرجال.
في حين لا يمثل اللجوء إلى المؤسسات المختصة في الوساطة من أجل التشغيل سوى 5 في المائة من العاطلين في المغرب، علماً أن البلاد تتوفر على عدد منها، على رأسها المؤسسة العمومية "أنابيك".
شباب بلا عمل
رغم أن الإحصائيات تُشير إلى أن عدد العاطلين في المغرب برسم سنة 2019 انخفض بشكل طفيف ليبلغ 1.107.000 شخص، ما يمثل 9.2 في المائة كمعدل بطالة على المستوى الوطني، إلا أن النسبة مازالت مرتفعة لدى الشباب.
وتشير الأرقام إلى أن معدل البطالة يبلغ 24.9 في المائة لدى الشباب البالغين بين 15 و24 سنة، مقابل 7 في المائة لدى البالغين 25 سنة فما فوق.
وتبقى البطالة أكثر ارتفاعاً بين النساء بنسبة تصل إلى 13.5 في المائة مقارنةً بالرجال بنسبة 7.8 في المائة، خصوصاً في المناطق الحضرية.
ولطالما حذرت التقارير الدولية من النسبة المرتفعة للبطالة في صفوف الشباب بالمغرب، وتدعو إلى تمكين هذه الفئة من شروط العمل لتحرير طاقاتهم والمساهمة في تنمية البلاد.
التشغيل والتكوين
تتجلى مفارقة البطالة في المغرب في كونها ترتفع كلما كان مستوى التكوين مرتفعاً، إذ يصل معدلها إلى 3.1 في المائة لدى الأشخاص بدون شهادة، ليتنقل إلى 15.7 في المائة لدى حاملي الشهادات، و12.4 في المائة لدى حاملي الشهادات المتوسطة، و21.6 في المائة لدى حاملي الشهادات العليا.
ويبقى معدل البطالة مرتفعاً نسبياً لدى بعض الفئات من حاملي الشهادات، خصوصاً حاملو شهادات التقنيين والأطر المتوسطة بنسبة تناهز 23.9 في المائة، وشهادات التعليم العالي الممنوحة من طرف الكليات بنسبة 23.6 في المائة، وشهادات التخصص المهني بـ20.9 في المائة.
عطالة طويلة الأمد
تكشف الأرقام المقلقة حول البطالة أن قرابة ثلثي العاطلين عن العمل (67.8 في المائة) هم في وضعية بحث عن شغل منذ سنة أو أكثر. وترتفع النسبة أكثر لدى النساء والبالغين من العمر ما بين 15 و34 سنة، وحاملي شهادات المستوى العالي.
ويتجلى من أرقام المندوبية أن العاطلين في المغرب يرغبون في العمل لدى القطاع الخاص أكبر من القطاع العام بنسبة تصل إلى حوالي 71.9 في المائة منهم، وترتفع أكثر لدى النساء، ومن قبل الحاصلين على شهادات المستوى العالي أكثر ممن هم بدون شهادة.
ويبدي 68.9 في المائة من العاطلين استعدادهم للعمل في أي قطاع كان، و8.8 في المائة فقط منهم يفضلون العمل في القطاع العام.
وفي ما يتعلق بالمكان المرغوب العمل فيه، تكشف المندوبية أن ستة عاطلين من كل عشرة (57.9 في المائة) يُفضلون العمل في مقر سكناهم، حيث تبلغ هذه النسبة 71.5 في المائة لدى النساء و50.6 في المائة لدى الرجال.
هسبريس - يوسف لخضر
الأربعاء 19 فبراير 2020